مؤتمر شرم الشيخ للتأمين وإعادة التأمين بات من الوجهات الرئيسة للعاملين في القطاع، وابتكارات جديدة للإتحاد المصري لشركات التأمين في مجال التأمين الزراعي

نحن اليوم في مؤتمر شرم الشيخ للتأمين وإعادة التأمين بدورته السابعة، كيف تقيمون نجاح المؤتمر من حيث الحضور والفعاليات والمواضيع المطروحة؟

من حيث الحضور، يمكن القول إن المؤتمر جذب عددًا كبيرًا من ممثلي شركات التأمين الكبرى والخبراء في صناعة التأمين من مختلف أنحاء العالم، بالإضافة إلى مسؤولين حكوميين ومتخصصين في الاقتصاد، يعكس أهمية هذا الحدث في تبادل الخبرات والمعرفة. يدل الحضور الكبير على أن المؤتمر أصبح وجهة رئيسية للعاملين في قطاع التأمين، مما يعكس تزايد الاهتمام والتطور الذي يشهده هذا القطاع في المنطقة.  

من حيث المواضيع، تميز المؤتمر بتنوع وعمق المواضيع التي تم طرحها ومناقشتها، ومن أبرزها: 

• الابتكار في التكنولوجيا: تم التركيز على كيفية استخدام التكنولوجيا الرقمية والتقنيات الحديثة مثل الذكاء الاصطناعي والبيانات الضخمة (Big Data) في تطوير حلول التأمين وإعادة التأمين.
• الاستدامة والمسؤولية الاجتماعية: كان هناك اهتمام متزايد في كيفية دمج الاستدامة في استراتيجيات شركات التأمين، مع التركيز على تغيرات المناخ والتحديات البيئية.
• التحديات الاقتصادية والمالية: تم تناول الوضع الاقتصادي الراهن وتأثيره على صناعة التأمين، مثل تأثيرات التضخم وأسعار الفائدة على السياسات التأمينية.
• التعاون الإقليمي والدولي: ناقش المؤتمر أهمية التعاون بين الدول والشركات لتعزيز سوق التأمين الإقليمي ودوره في تحفيز النمو الاقتصادي. 

أما من حيث التنظيم، فقد كان المؤتمر منظمًا بشكل جيد، حيث تم توفير منصات تفاعلية للمشاركين للتواصل وتبادل الآراء والخبرات، إضافة الى ورش عمل وجلسات حوارية ساعدت في زيادة التفاعل بين الحضور والمشاركين.

يعقد المؤتمر تحت عنوان "التأمين في ظل المتغيرات العالمية"، هل برأيكم أثبت قطاع التأمين العربي مرونته في مواكبة أهم التغيرات والتحديات الجديدة؟

نعم، يمكن القول إن قطاع التأمين العربي قد أظهر مرونة نسبية في مواجهة التغيرات والتحديات الجديدة التي يشهدها العالم، لكن هذه المرونة تختلف من دولة إلى أخرى بناءً على مستوى تطور القطاع، والظروف الاقتصادية والاجتماعية لكل بلد.

قطاع التأمين في العديد من الدول العربية بدأ بالفعل في تبني الابتكارات التكنولوجية مثل التأمين الرقمي، والذكاء الاصطناعي، والبيانات الضخمة. هذه التقنيات تساهم في تسريع العمليات وتسهيل الوصول إلى خدمات التأمين، ما يساعد الشركات على تقديم حلول أكثر تخصيصًا للعملاء. بعض الشركات في المنطقة بدأت بالفعل في استخدام تقنيات مثل التأمين عبر الهاتف المحمول والأنظمة التكنولوجية المدمجة التي تتيح للعملاء متابعة وإدارة سياساتهم التأمينية بسهولة.

من ناحية أخرى يواجه القطاع تحديات اقتصادية تتعلق بارتفاع تكاليف التأمين بسبب التضخم وارتفاع الأسعار، بالإضافة إلى تأثيرات الأزمات الاقتصادية العالمية مثل الحرب في أوكرانيا وتداعيات جائحة كورونا. لكن العديد من شركات التأمين العربية استطاعت تكييف استراتيجياتها، عبر تحسين إدارة المخاطر وتنويع المنتجات لتلبية احتياجات السوق المتغيرة. 

الاهتمام المتزايد بالاستدامة والتغيرات المناخية بدأ يظهر أيضًا في سوق التأمين العربي، حيث بدأت بعض الشركات في تقديم منتجات تأمين خاصة بالاستدامة، مثل التأمين على الطاقة المتجددة أو المنتجات التي تدعم المشاريع البيئية. بالإضافة إلى ذلك، بدأ التركيز على التأمين ضد الكوارث الطبيعية، وخاصة في البلدان المعرضة لتأثيرات تغير المناخ.

من حيث التنظيم، فإن قطاع التأمين العربي شهد تحسينات ملحوظة في البنية التشريعية والتنظيمية في بعض الدول. العديد من الهيئات التنظيمية في دول مثل الإمارات والسعودية وقطر ومصر قد عملت على تطوير إطار تشريعي يساعد الشركات على العمل بكفاءة أكبر مع حماية حقوق المستهلكين. ومع ذلك، لا يزال هناك تفاوت في مستوى تنظيم السوق بين الدول العربية، حيث أن بعض الأسواق بحاجة إلى المزيد من التطوير لضمان تطبيق أفضل للمعايير الدولية.  

من أبرز التحديات التي يواجهها قطاع التأمين العربي هو ضعف الوعي التأميني بين الأفراد. كثير من الناس في المنطقة العربية لا يزالون يربطون التأمين بأمور معقدة أو تكاليف مرتفعة. ولذلك، يعد تعزيز الثقافة التأمينية والتوعية بأهمية التأمين من أولويات العديد من الهيئات والشركات في المنطقة.

بالرغم من التحسينات التي طرأت على القطاع، فإن عدم الاستقرار السياسي في بعض الدول العربية قد يؤثر سلبًا على عمليات التأمين. في بعض الحالات، قد تواجه شركات التأمين صعوبة في تقييم المخاطر في بيئات غير مستقرة، مما قد يؤدي إلى ارتفاع تكلفة التأمين في بعض المناطق أو انخفاض إقبال العملاء على شراء السياسات التأمينية. 

قطاع التأمين الصحي شهد نموًا ملحوظًا في بعض الدول العربية، خاصة مع زيادة الاهتمام بالصحة العامة وتحسين الخدمات الطبية. بعض الدول مثل الإمارات و السعودية طورت نظام التأمين الصحي ليكون إلزاميًا في بعض الحالات، ما يعزز من شمولية التأمين الصحي ويوفر خدمات طبية أفضل للجميع

تركز أغلب المؤتمرات التأمينية على أهمية دمج الذكاء الإصطناعي، أين هو قطاع التأمين العربي من هذا المجال وكيف يمكن أن يستفيد منه؟ وما هي أبرز التقنيات الرقمية والتكنولوجية التي تبنتها GIG مصر، علماً أنكم تتجهون نحو التحول الرقمي الكامل؟

بدأت العديد من شركات التأمين في استخدام شات بوتات مدعومة بالذكاء الاصطناعي لتقديم الدعم للعملاء على مدار الساعة. هذه الروبوتات توفر إجابات سريعة للأسئلة المتكررة، مما يقلل من عبء العمل على موظفي خدمة العملاء.

• المساعدات الافتراضية: في بعض الدول، بدأت شركات التأمين في استخدام تطبيقات تفاعلية ذكية تساعد العملاء في إدارة سياساتهم وتقديم المطالبات أو الاستفسارات عبر الهاتف المحمول بسهولة. 
• تقييم المخاطر: باستخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي مثل التعلم الآلي (Machine Learning)، يمكن لشركات التأمين تحليل الأنماط والتوجهات في البيانات الكبيرة (Big Data) لتحديد المخاطر بشكل أدق. على سبيل المثال، في تأمين السيارات يمكن تحليل البيانات المتعلقة بحركة المرور، الحوادث السابقة، وظروف القيادة لتحديد المخاطر المحتملة بشكل أفضل. 
• تسوية المطالبات: الذكاء الاصطناعي يمكن أن يساعد في تسريع عملية تسوية المطالبات من خلال التحقق التلقائي من المستندات وتحليل الصور، مثل استخدام تقنيات التعرف على الصور للتأكد من صحة المطالبات المتعلقة بالأضرار.
• الكشف عن الاحتيال: استخدام الذكاء الاصطناعي للكشف عن الاحتيال التأميني من خلال تحليل البيانات والمقارنة بين المطالبات المختلفة لاكتشاف الأنماط المشبوهة

GIG للتأمين تركز على التحول الرقمي، وتقديم منتجات تأمينية عبر الإنترنت بشكل مباشر وسلس للعملاء. الشركة اعتمدت على التأمين عبر الإنترنت لتسهيل الوصول إلى السياسات التأمينية، مما يتيح للعملاء شراء التأمينات أو تجديدها عبر منصات رقمية دون الحاجة إلى زيارة فروع الشركة.

التطبيقات الذكية (Mobile Apps)

أطلقت GIG تطبيقات للهاتف المحمول تسهل على العملاء إدارة سياستهم التأمينية، دفع الأقساط، متابعة مطالباتهم، بالإضافة إلى الاستعلام عن مواعيد التجديد وحالة الوثائق التأمينية. التطبيق يُمكّن العملاء من الوصول إلى كافة الخدمات التأمينية بسهولة، مما يعزز من تجربة العميل ويوفر الوقت والجهد.

الذكاء الاصطناعي (AI)

من أبرز التقنيات التي تبنتها GIG هي الذكاء الاصطناعي، خاصة في تحليل البيانات و إدارة المخاطر. تستخدم الشركة الذكاء الاصطناعي لتحسين فهم المخاطر والعمل على تخصيص أسعار التأمين بما يتناسب مع البيانات التي يتم جمعها من العملاء، بما في ذلك بيانات سلوك القيادة في حالة تأمين السيارات، أو التحليل البيئي في حالة التأمين ضد الحوادث الطبيعية

في مجال تأمين السيارات، بدأت GIG في استخدام تقنيات إنترنت الأشياء (IoT) مثل الأجهزة الذكية أو أجهزة تتبع السيارات لتوفير مزيد من المعلومات عن سلوك القيادة (مثل السرعة، والتسارع، والفرامل). هذه البيانات تساهم في تحليل المخاطر بشكل أكثر دقة، مما يساعد الشركة على تخصيص الأسعار وفقًا للقيادة الفعلية للعميل بدلاً من الاعتماد على البيانات التقليدية.

لزيادة سهولة الدفع، تبنت GIG منصات الدفع الإلكتروني المتعددة لتسهيل عملية سداد الأقساط التأمينية عبر الإنترنت باستخدام بطاقات الائتمان أو الأنظمة المصرفية عبر الإنترنت. هذه الخدمة تُسهّل على العملاء دفع الأقساط بسهولة من أي مكان.

تركزون في الإتحاد على تطوير بعض المنتجات الخاصة بالتأمين الزراعي، هل أطلقتم العمل بهذا المشروع وما هي أهميته؟

التحسينات والابتكارات في التأمين الزراعي أصبحت جزءًا من الاستراتيجيات الأساسية للاتحاد المصري للتأمين، حيث شهد القطاع الزراعي في مصر اهتمامًا متزايدًا في السنوات الأخيرة. وقد أطلق الاتحاد المصري للتأمين العديد من الوثائق التأمينية التي تهدف إلى حماية المنتجات الزراعية والمزارعين من المخاطر المحتملة مثل الكوارث الطبيعية، والطقس السيئ، والآفات الزراعية، وتقلبات السوق، وغيرها من المخاطر.

أبرز الوثائق التأمينية التي أطلقها الاتحاد المصري للتأمين في مجال التأمين الزراعي: 

وثيقة التأمين على المحاصيل الزراعية

• وصف الوثيقة: هذه الوثيقة تهدف إلى حماية المزارعين ضد المخاطر الطبيعية مثل الجفاف، والفيضانات، والعواصف، والبرَد، وكذلك ضد الأمراض الزراعية والآفات التي قد تؤثر على المحاصيل.
• المخاطر المغطاة:

- الكوارث الطبيعية (الفيضانات، العواصف، الجفاف، الحرائق).

- الأمراض والآفات التي تضر بالمحاصيل.

- تقلبات الطقس التي تؤثر على المحاصيل.

• الفائدة للمزارعين: تضمن تعويض المزارعين في حالة حدوث أي من هذه المخاطر، مما يساعد في تقليل الأضرار المالية التي قد يتكبدها المزارع بسبب فقدان المحاصيل أو تدهور جودة الإنتاج.

وثيقة التأمين على الآلات والمعدات الزراعية

• وصف الوثيقة: هذه الوثيقة تأمين على الآلات الزراعية مثل الجرارات، المحاريث، آلات الري، وغيرها من المعدات التي يعتمد عليها المزارعون في أعمالهم الزراعية.
• المخاطر المغطاة:

- الحوادث التي قد تحدث أثناء استخدام الآلات.

- التلف أو السرقة.

- الأضرار الناتجة عن الظروف المناخية أو غيرها من الأسباب التي قد تؤدي إلى تعطيل الآلات.

• الفائدة للمزارعين: تضمن تعويض المزارعين عن أي أضرار قد تلحق بمعداتهم، مما يساعدهم في استعادة القدرة على العمل بشكل سريع بعد وقوع الحوادث.

وثيقة التأمين ضد حوادث المزارعين

• وصف الوثيقة: تأمين ضد حوادث العمل التي قد يتعرض لها المزارعون أثناء العمل في الأراضي الزراعية.
• المخاطر المغطاة:

- إصابات العمل الناتجة عن الأدوات أو الآلات الزراعية.

- الحوادث الشخصية مثل الكسور أو الإصابات أثناء الحصاد أو الزراعة.

• الفائدة للمزارعين: تأمين يغطي التكاليف الطبية ويوفر تعويضات في حالة العجز الكلي أو الجزئي الناتج عن الحوادث أثناء العمل الزراعي.

وثيقة التأمين على الثروة الحيوانية

• وصف الوثيقة: وثيقة تأمين تهدف إلى حماية المزارعين من خسائر تتعلق بـ الماشية أو الثروة الحيوانية مثل الأبقار، الأغنام، الدواجن، وغيرها من الحيوانات.
• المخاطر المغطاة:

- المرض (مثل الأمراض المعدية أو الفيروسية).

- الوفاة أو الإصابة نتيجة لحوادث أو ظروف قاسية.

- السرقة أو التهديدات الأمنية.

• الفائدة للمزارعين: تعويض المزارعين عن الخسائر التي قد تتعرض لها الثروة الحيوانية، مما يعزز استقرار القطاع الحيواني

لقطات من مؤتمر شرم الشيخ السابع للتأمين وإعادة التأمين

لقطات من مؤتمر شرم الشيخ السابع للتأمين وإعادة التأمين

لقطات من مؤتمر شرم الشيخ السابع للتأمين وإعادة التأمين

لقطات من مؤتمر شرم الشيخ السابع للتأمين وإعادة التأمين