بنك أفريقيا والخليج يعمل على تطبيق مفهوم "الصيرفة المفتوحة" من خلال تبني أحدث الخدمات الرقمية

مقابلة مع محمد الضو (نائب الرئيس التنفيذي)
16 حزيران 2025
السودان
مشاركة

يعتبر بنك أفريقيا والخليج مصرفاً جديداً نسبياً على الساحة السودانية، هل لنا بفكرة عن انطلاقتكم؟

تأسس بنك أفريقيا والخليج منذ حوالي الـ 5 سنوات، وكنّا آخر بنك يحصل على رخصة مصرفية من بنك السودان المركزي. بعد التأسيس استحوذنا على نشاط بنك أبوظبي الأول - فرع السودان، والذي كان يعمل في البلاد منذ ثمانينات القرن الماضي، وكان تركيزه الرئيسي على الخدمات المصرفية للشركات. للأسف بعد 3 سنوات على الإنطلاق، اندلعت الحرب في الخرطوم واضطررنا للإنتقال، على غرار باقي المصارف، الى بورتسودان لنتمكن من تسيير أعمالنا. اليوم تقوم استراتيجيتنا على تعزيز الخدمات المصرفية للشركات، وقد استفدنا بذلك من المحفظة السابقة لبنك أبو ظبي الأول، كما نسعى الى تطويير الخدمات المصرفية للأفراد من خلال تطوير الوسائل الرقمية التي تمنحنا قدرة تنافسية أكبر في قطاع التجزئة وتمكننا من تحقيق استراتيجيتنا في الشمول المالي.

 

ترافقت انطلاقتكم مع بداية الحرب، كيف أستطعتم التأقلم؟

عند اندلاع الحرب، لم يكن لدينا لسوء الحظ أي تواجد خارج الخرطوم التي كنا نملك فيها فرعين فقط إضافة الى المركز الرئيسي، وكان من المستحيل الإستمرار بتقديم الخدمات من داخل العاصمة، لكن الحمدلله استطعنا خلال فترة وجيزة أن نستعيد كافة معلومات وبيانات المصرف والعملاء، وأنشأنا مقراً رئيساً جديداً في بورتسودان وانطلقنا من جديد، واليوم تسير أمورنا بشكل جيد.

 

ما هي رؤيتكم لمستقبل الاقتصاد السوداني، وهل تتوقعون اندماجات مصرفية جديدة ودخول مصارف أجنبية على الساحة بعد انتهاء الحرب وبدء مرحلة التعافي، علماً أن مصارف أجنبية اليوم انسحبت من السوق؟

أعتقد أننا تجاوزنا المرحلة الأسوأ والمؤشرات اليوم مشجعة، فبعد الإنكماش يحصل الإنتعاش، لكن قد نحتاج الى فترة زمنية للعودة إلى ما كانت عليه الأمور قبل الحرب. وإذا أردنا التحدث عن الإيجابيات نرى أن الحرب رغم مساوءها الكبيرة، الا أنها ستشكل مرحلة مفصلية لتبني أسس جديد للعمل المصرفي تقوم على الحوكمة والإمتثال للمعايير العالمية إضافة الى تطوير الخدمات الرقمية الحديثة. كما ساهمت الحرب أيضاً بشكل جذري إضافة الى جائحة كورونا في تبني فكرة العمل عن بعد، حيث أدى تشتت القوى العاملة التي إما هاجرت أو نزحت الى اضطرارها لتسيير العمل عن بعد. من ناحية أخرى يشجع بنك السودان المركزي اليوم على التكتلات والاستحواذات، حيث باتت بعض المصارف بحاجة لزيادة رأسمالها بعد الدمار والتخريب ونهب السيولة التي تعرضت له، وهناك عدد من البنوك من المرجح أن تندمج لتعزيز قدرتها على تحقيق كافية رأسالمال لاسيما في ظل التحديات والمعوقات الكبيرة التي تلقي بظلالها على الإقتصاد والقطاع المصرفي في البلاد.أما بالنسبة للمصارف الأجنبية التي انسحبت من السوق، نرى أن هذا الأمر طبيعي بسبب المخاطر الأمنيةومخاطر الإمتثالالعالية التي واجهتها  بسبب الحرب التي أدّت الى انكماش كبير في الإقتصاد والناتج المحليوالتجارة، لكن نتوقع مع عودة الأمور الى طبيعتها أن نرى مصارف جديدة تدخل السوق الذي يحمل فرصاً واعدة جداً.

 

وماذا عن التكنولوجيا المستخدمة لديكم؟

تعاقدنا منذ حوالي السنتين مع شركة Temenos، لتطبيق نظامها المصرفي الأساسي الجديد Transact ، كما حصلنا منها على ترخيص منصة الخدمات المصرفية الرقمية Infinity. اليوم نعمل على إطلاق التطبيق المصرفي الخاص بنا والذي سيتضمن خاصية الـ Digital Onboarding، إضافة الى خاصية الدفع الإلكتروني لفواتير المياه والكهرباء والإتصالات وسواها، من خلال ربطنا مع المحول القومي والمفوترين، تماشياً مع توجيهات الدولة والبنك المركزي السوداني لتقليل الاعتماد على النقد الورقي والإعتماد بشكل أكبر على الأموال الإلكترونية، خصوصاً بعد عملية استبدال العملة التي حصلت مع بداية العام. ورغم أن البنية التحتية للمدفوعات الرقمية تضررت كثيراً بسبب الحرب، الا أنها الآن في طريقها للتعافي.

 

وهل هناك وعي بالأدوات الرقمية لدى المجتمع السوداني؟

تشير التقديرات إلى وجود أكثر 5 ملايين مستخدم لتطبيقات البنوك المختلفة، ما يشير الى تغلغل الثقافة الرقمية بين أفراد المجتمع السوداني، علماً أن بعض المصارف الرئيسية في البلد قامت بمجهودات ضخمة لتعزيز نشر ثقافة الدفع الإلكتروني من خلال تطوير تطبيقات مصرفية سهلة الإستخدام وإطلاق حملات ضخمة لتعريف الناس على الوسائل الرقمية الحديثة. ونحن في بنك أفريقيا والخليج لن نقف متفرجين، بل نسعى بكل جهدنا إلى توفير الخدمات الرقمية وخدمات الدفع الإلكتروني لكافة شرائح المجتمع من خلال تطوير خدمات لا تتطلب هواتف ذكية من خلال شراكاتنا مع شركات التكنولوجيا المالية وشركات الإتصالات التي اكتفت بالدخول في مجال المحافظ الإلكترونية فقط.

 

ما هي خطتكم في تعزيز الشمول المالي؟

بعد أن كانت الخدمات الرقمية المقدّمة من خلال التطبيقات على الهواتف حكراً على الأشخاص الذي يتمتعون بالقدرة على الإستحواذ على الهواتف الذكية، جاءت المحافظ الإلكترونية التي انتشرت بشكل كبير في السودان اليوم والتي لا تعتمد بالأغلب على الهواتف الذكية، لتعزز من استراتيجية الشمول المالي وإيصال الخدمات المصرفية الى شريحة أكبر من المجتمع. ونحن في بنك أفريقيا والخليج ننتهج فكرة الإعتماد على التكنولوجيا في الإنتشار وتعزيز ثقافة الشمول المالي لدى الأفراد، من خلال شركات استراتيجية مع شركات الإتصالات وغيرها من الجهات المختصة كما ذكرنا، حيث نرى أن الإعتماد فقط على التوسع بالفروع لن يقدم لنا الكثير من المزايا التنافسية بقدر ما يقدمه التوسع في نشر الخدمات عبر التكنولوجيا، حيث أن هناك مصارف ضخمة في السودان وبعدد فروع كبير جداً، وكمصرف ناشئ لن نستطيع منافستها في التوسع بالفروع بل في الإبتكار والحداثة.

 

ما هي خطتكم التمويلة للشركات والأفراد؟

بعد استحواذنا على محفظة بنك أبو ظبي الأول والتي كانت تركز بشكل أساسي على تمويل الشركات الكبرى، ما زلنا مستمرون بهذا النهج اليوم مع سعينا الجدي للإمتثال لتعليمات بنك السودان المركزي بشأن تخصيص نسب محددة من محفظة التمويل للتمويل المتوسط والصغير والمتناهي الصغر، وسنباشر بعد استتباب الأمن وعودة الأمور الى طبيعتها في هذه الإستراتيجية. من ناحية أخرى نسعى لتوسيع تمويلات الأفراد التي تواجه اليوم تحديات كبيرة، منها إيقاف تمويل السيارات كلياً ووضع شروط صعبة على التمويل العقاري من قبل البنك المركزي. 

 

ما هي أبرز النتائج التي حققها البنك في 2024، كيف تقيمون وضعكم المالي اليوم؟

حققنا في 2024 ربحية عالية رغم ظروف الحرب، ومستمرون في 2025 بتحقيق نتائج إيجابية، أما الودائع فما زالت ثابتة نسبياً ولم تحقق نمواً يذكر، بسبب تعطّل المحول القومي ونظام الدفع وخدمات المقاصة، والتي يعمل البنك المركزي اليوم على حلها، كما استطعنا رغم حداثة نشأتنا من الاستحواذ على حصة سوقية جيدة خصوصاً في قطاع الاستيراد والتصدير، علماً أننا كنا من المصارف المحظية التي لم تتعرض لخسائر كبيرة في المؤمن والأموال النقدية والأصول الثابتة بسبب الحرب التي طالت الخرطوم.

 

ما هي مشاريعكم المستقبلية؟

نخطط لإطلاق الخدمات المصرفية الرقمية التي تكلمنا عنها سابقاً، كما نعمل على تطبيق مفهوم "الصيرفة المفتوحة" Open Banking، عبر التعاون مع العديد من شركات التكنولوجيا المالية، وقد قمنا أخيراً بعقد شراكة معVisa ، ونتطلع لتعاون مثمر معها.

 

آخر الأخبار

القمة المصرفية العربية الدولية لاتحاد المصارف العربية تنطلق غدا بالعاصمة الفرنسية باريس برعاية الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون باريـــــس / فرنسا، 20 يونيو 2025 متفرّقات وسام فتوح خلال افتتاح منتدى التحكيم الدولي في باريس: نسعى لإطلاق برنامج مشترك مع غرفة التجارة الدولية لرفع مستوى التحكيم بالقطاع المصرفي العربي متفرّقات وسام فتوح خلال افتتاح منتدى التحكيم الدولي في باريس: نسعى لإطلاق برنامج مشترك مع غرفة التجارة الدولية لرفع مستوى التحكيم بالقطاع المصرفي العربي متفرّقات البنك الأهلي اليمني مستمرّ في التميز وحصد المراتب الأولى اليمن شركة الإتحاد العربي لإعادة التأمين تتطلع للإنفتاح الإقليمي وتخطط لدمج تقنيات الذكاء الإصطناعي في أعمالها سوريا اختيار بنك مسقط الأفضل في تقديم الخدمات المصرفية والتميز في تجربة الزبائن سلطنة عمان المتحدة للتأمين تحقق إيرادات عقود تأمين تتجاوز الـ 31 مليون دينار أردني، وترفع رأسمالها إلى 16 مليون دينار أردني الأردن تحديث البيانات الشخصية لزبائن بنك مسقط أصبحت عبر تطبيق الهاتف النقال والإنترنت سلطنة عمان

أخبار من نفس الفئة