شركة الإتحاد العربي لإعادة التأمين تتطلع للإنفتاح الإقليمي وتخطط لدمج تقنيات الذكاء الإصطناعي في أعمالها
نحن اليوم في مؤتمر العقبة الدولي العاشر للتأمين، كيف تقيمون أهمية هذا المؤتمر، وماذا عن المشاركة السورية فيه؟
بداية نشكر القائمين على مؤتمر العقبة، لما لمسناه من استقبال لائق وتنظيم متميز ومحاضرات قيمة تعكس المهنية العالية والاهتمام المتزايد بتطوير قطاع التأمين العربي. رغم أن عدد الشركات السورية اقتصر هذه السنة على شركة الاتحاد العربي لإعادة التأمين وشركة تأمين سورية أخرى، الا أننا نتمنى أن نشهد وجوداً سورياً أكبر في الدورات المقبلة، حيث تعتبر المشاركة في هذا مؤتمر فرصة ممتازة لللقاء وتبادل الخبرات وعقد الإتفاقيات والصفقات. وقد كان من أحد أبرز أهداف مشاركتنا بالمؤتمر هذه السنة، تعزيز التواصل مع مدير فرعنا في ليبيا، بعد فترة من الانقطاع نتيجة الظروف، إلى جانب رغبتنا الكبيرة في إعادة الإنخراط بالتطور الذي يشهده قطاع التأمين وتأكيد وجودنا كلاعب رئيسي في السوق العربي. وقد تزامن المؤتمر مع قرار مهم وهو رفع العقوبات عن سوريا، الأمر الذي فتح آفاقًا جديدة لنا للتعاون وعقد الاتفاقيات ومذكرات التفاهم وتوسيع شبكة علاقاتنا، خصوصاً مع الشركات الأردنية والمصرية واللبيبة والفلسطينية.
هل لنا بفكرة عن تاريخ تأسيس شركة الاتحاد العربي لإعادة التأمين، وكيف تخطت تحديات الحرب والظروف الإقتصادية في سوريا؟
تأسست شركة الاتحاد العربي لإعادة التأمين سنة 1974 بشراكة سورية مصرية ليبية، بعدها بفترة انسحبت مصر من المعادلة واستمرينا بشراكة سورية ليبية. رغم كافة التحديات التي واجهناها بسبب الحرب والأزمات المختلفة، استطاعنا أن نحمي قطاع التأمين السوري وندعم ونغطي الشركات بنسبة 100%، حيث كنا لفترة طويلة المعيد الرائد والوحيد في سوريا، بعد انسحاب معظم معيدي التأمين العالميين من السوق. وبجهود كوادرنا الفنية والإدارية تتمتع الشركة اليوم برأسمال ممتاز ونتائج مالية جيدة، ونحن نتطلع بإيجابية وانفتاح للتعاون مع الأسواق الخارجية بعد رفع العقوبات عن البلد.
كيف تقيمون البيئة التنظيمية والرقابية لقطاع التأمين في سوريا؟
رغم العقوبات والانقطاع عن الأسواق الخارجية، نشيد بدور الهيئات الرقابية في تحديث ومواكبة القوانين المحلية والعالمية الناظمة لقطاع التأمين السوري الذي ما زال يتمتع بقدرات كبيرة وكفاءات عالية، ومن يتعامل مع السوق السوري سيدهش من مدى تطور القطاع وتماسكه، وشركات التأمين السورية بما فيها شركة الاتحاد العربي لإعادة التأمين، مستعدة اليوم لدخول مرحلة جديدة من التنافس الإقليمي بثقة كاملة.
كيف تقيمون الوعي التأميني في سوريا؟
يعتبر الوعي التأميني في سوريا مقبول جداً وهو في تحسّن ونمو مستمر، ومن الواضح أن الشركات عموماً تُبدي اهتمامًا أكبر بالتأمين مقارنة بالأفراد، لكن الفجوة بدأت تضيق حيث بات الوعي لدى الأفراد يتراوح بين المستوى المتوسط والجيد، وهناك مؤشرات إيجابية تدل على تطور مرتقب في هذا الجانب، خاصة مع استقرار الأوضاع وعودة الأنشطة الاقتصادية.
هل أنتم مع فرض إلزامية التأمين على بعض القطاعات؟
تناقش هيئة الإشراف على التأمين في سوريا بالتعاون مع شركات التأمين والمختصين بهذا المجال، طرح إلزامية التأمين على بعض القطاعات مثل الصحة والسيارات. من وجهة نظرنا، يعد التأمين الإلزامي ضرورة لحماية الأفراد وتوفير الأمان الاقتصادي والمساهمة في تنمية قطاع التأمين والإقتصاد عمومًا.
مع رفع العقوبات، هل تتوقعون دخول شركات تأمين وإعادة للمنافسة في السوق السوري؟
نحن نرحب بدخول شركات تأمين وإعادة تأمين أجنبية للمنافسة في السوق السوري بعد الإنفتاح ورفع العقوبات، ونحن في الإتحاد العربي على ثقة في أن وجودنا القوي وثباتنا في السوق المحلي إلى جانب خططنا المستقبلية، يجعلنا في موقع تنافسي ممتاز، بل أننا بدأنا نخطط نحن أيضاً للتوسع الإقليمي منذ اللحظة التي أُعلن فيها عن رفع العقوبات، ونتوقع أن تشهد المرحلة المقبلة تركيزًا على تعزيز قدراتنا المالية والفنية وبناء بنية مؤسسية قادرة على النمو.
هل بدأتم الاستثمار في الذكاء الاصطناعي والتكنولوجيا؟
يمثل الذكاء الاصطناعي محورًا أساسيًا في استراتيجية التحول الرقمي لدينا، وقد استفدنا من جلسات مؤتمر العقبة والمحاضرات التي ركّزت بشكل كبير على دمج التقنيات الحديثة في التأمين، ونحن منفتحون بالكامل على هذا الاتجاه. تقنيات الذكاء الاصطناعي اليوم باتت متطورة جداً بحيث يمكن أن تساهم في تقييم المخاطر وتقليل التكاليف وتسريع الإجراءات وتقديم خدمات أفضل للعملاء، وهذا سيمكّن الشركات من التنبؤ بالمخاطر قبل وقوعها، بدلًا من الاكتفاء بالتعامل مع نتائجها.