في بنك سبأ الأفريقي، هدفنا المساهمة الفاعلة في نمو الاقتصاد الوطني وتحقيق مفهوم التنمية المستدامة

مقابلة مع عبد الرقيب سالم (المدير العام)
22 تشرين ثاني 2023
جيبوتي
مشاركة

تأسس بنك سبأ الأفريقي عام 2006، وكان من أحد أبرز أهدافه الإسهام بفاعلية في نمو الاقتصاد الوطني وتحقيق مفهوم التنمية المستدامة من خلال تقديمه للخدمات المصرفية الشاملة والمتجددة، والخدمات التمويلية الإسلامية التي تتسم بحكم طبيعتها بالتركيز على الأنشطة الانتاجية التابعة لقطاعات حقيقية وملموسة، وانجاز ذلك من خلال كوادر ذات خبرة ومعرفة محيطة ببيئة العمل تمكنه من تحديد وفهم احتياجات السوق الجيبوتية والأفريقية، وكما كان البنك سباقاً ورائدا في التواجد المصرفي في شقه الإسلامي، فقد جعل من الريادة شعاراً له ليكون سباقا في التميز في تقديم الخدمات الجديدة والتواجد الفاعل والمبكر في القطاعات الاقتصادية ذات الأولوية الملحة في البلد، وقد كان حصول بنك سبأ الأفريقي مؤخراً على جائزة أفضل مصرف في جيبوتي من حيث الخدمات الرقمية للعام 2023 من الاتحاد الدولي للمصرفيين العرب ترجمة معبّرة  لسياسة البنك وطريقة عمله.

مجلتنا التقت مدير عام المصرف عبد الرقيب سالم، لتسليط الضوء أكثر على مسيرة البنك وانجازاته والوقوف على أبرز تطلعاته القادمة، فكان لنا معه هذا الحوار:

 

1- ما هي أبرز النتائج التي حققها بنك سبأ الأفريقي على الصعيد الداخلي للبنك خلال الخمس السنوات الماضية وحتى النصف الأول من 2023؟

خلال الفترة المذكورة من عمر البنك استطعنا تحقيق نتائج متميزة واستثنائية في نمو موجودات البنك وإيراداته، حيث نمت الموجودات بنسبة 110% والإيرادات بنسبة 100 % والتمويلات بنسبة 120%.

 

2- تركزون في بنك سبأ الإفريقي على التنمية المستدامة، ما هي أبرز الإنجازات التي حققتموها في هذا الموضوع؟

يمثّل هذا الأمر بالنسبة لنا أولوية في التخطيط وتركيز الأعمال، وكانت استراتيجيتنا في مجال توظيف الموارد المتاحة للاستثمار واضحة في هذا الشأن حيث قمنا بتخصيص أكثر من 70% من تلك الموارد لتوظيفها داخل الاقتصاد الجيبوتي سواء من خلال التمويلات التي نقدمها للشركات والمؤسسات العاملة في القطاعات الحيوية والنشطة، أو التمويلات الموجهة لقطاع الأفراد في شقه الاستثماري والتنموي، أو الاستهلاكي الموجه والرشيد، وكذلك في تخصيص جزء للاستثمار المباشر من قبل البنك في قطاع الاسكان. ولا شك أن تلك الأنشطة تسهم بدور ملموس في تحريك الاقتصاد وفي خلق فرص عمل تسهم في الحدّ من معدلات البطالة وتحقيق التنمية المستدامة المستهدفة.

 

3- حققت استثمارات بنك سبأ الافريقي المباشرة في قطاع البناء والتشييد علامة فارقة ومميزة في مسيرة البنك وإسهاماته التنموية، هل لنا بالمزيد من التفاصيل عن هذه الاستثمارات؟

كنا في بنك سبأ السباقين ومنذ وقت مبكر في الاستثمار المباشر في القطاع العقاري، ما حفز وشجع بقية البنوك على السير في نفس الطريق، بعدها قمنا بتوسيع التجربة بالبدء بإنشاء وبناء المرحلة الأولى من مدينة سيتي سبأ السكنية والتي تقع نسبياَ بالقرب من مشروع المنطقة الحرة الجديدة في كيلو 20, والذي كان قد بدأ تنفيذه حينها، وقد حرصنا من خلال تنفيذ المدينة تقديم إضافة نوعية ولمسة معمارية جمالية وحضرية مميزة، بهدف تغطية الاحتياج السكني المتوقع حصوله من قبل الشركات الأجنبية المفترض تواجدها في المنطقة الحرة الجديدة. والمشروع الى جانب كونه استثمار مجزي ومناسب، يعد مساهمة لوجستية وخدمية مهمة وضرورية لتسهيل وتنشيط عمل المنطقة الحرة وتشجيع الشركات الأجنبية على افتتاح فروع لها في هذه المنطقة الواعدة. 

وقد انتهينا من تنفيذ عدد 111 فلة سكنية مع جميع  المرافق الخدمية المصاحبة، وقد أسهم هذا المشروع الحيوي في تشغيل المئات من الايدي العاملة، ونحن الآن بصدد تدشين المرحلة الثانية من المشروع الذي يتألف من 85 فيلا سكنية جديدة، وستكون مدينة "سيتي سبأ" معلماً عمرانياً وجمالياً مميزاً للعاصمة.

 إلا أن التركيز الكبير من قبل البنك في هذا المجال متوجها في الأساس الى تنفيذ المشاريع السكنية المساهمة في حلّ مشكلة قطاع الإسكان في البلد والتي تعد من أهم التحديات القديمة والمتجددة التي تواجه الدولة.

 

4- من وجهة نظركم ما هي الأسباب والتحديدات التي اوجدت مشكلة الإسكان في البلد؟

أبرز تلك التحديات تمثلت في:

- نقص في السكن الملائم والبيوت ذات الأسعار المعقولة في جيبوتي نتيجة الزيادة السكانية المطردة وارتفاع التكاليف العقارية.
- نمو الاسكان الحضري في جيبوتي نموًا سريعًا مع انتقال الأفراد من المناطق الريفية إلى المدن. هذا يؤدي إلى زيادة الطلب على السكن ويضع ضغوطًا على سوق الإسكان.
- وجود قاعدة سكانية كبيرة تعاني من ضعف الدخل وتواجه صعوبة في الحصول على سكن مناسب وبأسعار معقولة.

- ضعف البنية التحتية العامة لدعم تطوير السكن والمتمثلة في الخدمات الأساسية مثل المياه والصرف الصحي.

 

5- ما هي اسهامات البنك في حل هذه المشكلة؟

 بالإضافة الى تركيز البنك على تمويل الافراد لأغراض السكن ومعاملتهم بشكل خاص سواء من ناحية هوامش الأرباح أو فترات التمويل بصورة مشجعة وداعمة، فإننا نعد أول بنك في جيبوتي توجّه للاستثمار المباشر في هذا القطاع حيث حصلنا على قطعة أرض بمساحة 50 هكتار في منطقة نجاد عام 2019، وقمنا خلال الفترة الماضية بعمل المخططات الحضرية والهندسية الملائمة والمناسبة لإنشاء مدينة سيتي سبأ السكنية نجاد- لذوي الدخل المتوسط وبعدد إجمالي يصل الى 3000 وحدة سكنية، وفي منتصف هذا العام  بدأنا العمل على تنفيذ المرحلة الأولى من المشروع والتي سيتم تسليمها لأصحابها خلال عامين من بدء العمل. وقد شجعت هذه الخطوة التي قام بها بنك سبأ بقية البنوك الإسلامية لخوض التجربة بغرض الإسهام معاً في الحد من مشكلة الإسكان والمساهمة في علاجها، وهو العمل الذي يتناسب مع وظيفة البنوك الإسلامية ودورها التنموي.

 

6- كيف تقيمون جانب التطور التكنولوجي لديكم؟

حرصاً منه على تحسين مستوى الخدمات المصرفية والتمويلية وبما يواكب التطورات المتلاحقة والمتسارعة عالمياً، استثمر بنك سبأ الأفريقي مبالغ ضخمة في تطوير نظامه البنكي، وأصبحنا بذلك أول بنك جيبوتي يستخدم نظام T24 التابع لشركة Temenos  الرائدة في مجال الأنظمة المصرفية، والذي سيمكّن البنك من تقديم أحدث الخدمات المصرفية الإلكترونية وأكثرها تطوراً مثل الموبايل المصرفي والدفع الإلكتروني وسواها، كما كان البنك سباقاً في إدخال مكينات الـ  ATM الى جيبوتي، ونضع اليوم نصب أعيننا مواكبة كافة التطورات في موضوع التحول الرقمي. وهنا نذكر أن الاتحاد الدولي للمصرفيين العرب قد منح البنك عن جدارة جائزة أفضل مصرف في جيبوتي من حيث الخدمات الرقمية للعام 2023 من خلال ما لمسه من تطور وتميز البنك في مجال التحول الرقمي 2023، وجاء ذلك ضمن فعاليات الاحتفالية السنوية التي أقامها الاتحاد لتوزيع جوائز التميز والإنجاز المصرفي على مستوى العالم العربي للعام 2023 في تركيا.

 

7- كيف تقيمون التزام المصارف في جيبوتي بالمعايير المصرفية المحلية والعالمية؟

عانى القطاع المصرفي سابقاَ في جيبوتي الى حدّ كبير فيما يتعلق بالالتزام بالمعايير الدولية، لكن أخيراً بدأنا نشهد تطوراً ملحوظاً في هذا الموضوع حيث يشددّ البنك المركزي على المصارف الالتزام بكافة المعايير الحاكمة للمعاملات والخدمات المصرفية. أما بالنسبة لبنك سبأ فقد كان سباقاً في موضوع الالتزام، حيث يمتلك إدارة مخاطر والتزام فاعلة ولديه حزمة من الأنظمة المخصصّة والمعنية بهذا الجانب.

 

8- عدد الفروع، وخطتكم في التوسع والانتشار؟

لدينا حالياً 6 فروع ومكتب تمثيلي في أديس أبابا إضافة الى شركة تحويلات مالية في الصومال، وننوي التوسع في المزيد من الدول الإفريقية.

 

9- حصل بنك سبأ الإفريقي على العديد من جوائز التميّز، ما هي أبرزها؟

حصل بنك سبأ الأفريقي على جائزة التميز في التمويلات التجارية، وذلك في حفل الدورة الثانية عشر لجوائز التمويل الإسلامي Global Islamic Finance Awards، وهذه الجائزة لديها أهمية خاصة كونها الأولى عالميًا في هذا المجال، وكون تسليمها منوط بتحقيق العديد من المؤشرات التي ترشح المتقدم لها للحصول على الجائزة.

كما حصل البنك على جائزة «أفضل بنك تجزئة إسلامي في جيبوتي لعام ٢٠٢١،في حفل توزيع جوائز برنامج الخدمات المصرفية للأفراد IRBA  الذي أقيم في مدينة دبي. ويأتي فوز بنك سبأ الافريقي بجوائز الخدمات المصرفية الإسلامية للأفراد، استكمالًا لمسيرته الريادية في القطاع والتي تتضمن العديد من الإنجازات والنجاحات المتنوعة. 

هذه هي الجوائز التي حصل عليها البنك :

Islamic retail banker of the year 2021 (Cambridge)
The strongest Islamic retail bank in Djibouti 2021 (Cambridge)
The strongest Islamic retail bank in Djibouti 2022
IRBA excellence award for Islamic home financing in Djibouti 2022 (Cambridge)
GIFA excellence award (trade finance) 2022

 

10- ما هي مشاريعكم المستقبلية؟

نسعى الى كسب حصة سوقية أكبر وزيادة حجم التمويلات للأفراد والشركات، إضافة الى توسيع مشاركتنا في الاستثمارات المباشرة وخاصة العقارية. 

أخبار من نفس الفئة