شركة الحمراء للتأمين تحقق نمواً قياسياً مدعوماً بنهضة إقتصادية ضخمة في العراق

مقابلة مع د. ياسر رؤوف (رئيس مجلس الإدارة)
29 أيار 2025
العراق
مشاركة

قطاع التأمين العراقي.. واقع يتطور ونهضة مرتقبة

يشهد قطاع التأمين العراقي تطوراً ملحوظاً وتواجداً متزايداً في المؤتمرات المتخصصة ومنها اليوم مؤتمر العقبة الدولي العاشر للتأمين، كيف تقيّمون واقع ومستقبل القطاع في العراق؟

يعكس التواجد المتزايد واللافت لشركات التأمين العراقية في المحافل والمؤتمرات الإقليمية، التطور الكبير الذي يشهده القطاع من الناحية التنظيمية في السنوات الأخيرة، حيث أن ديوان التأمين وهو الجهة الرقابية المسؤولة عن تنظيم القطاع، بدأ بوضع لمساته الجدية لتطوير العمل وتحسين البيئة التشغيلية والإرتقاء بالقطاع الى مراتب عالية، الأمر الذي انعكس إيجابيًا على السوق وأداء شركات التأمين التي أصبحت مطالبة أكثر بتوسيع علاقاتها المحلية والإقليمية والإنفتاح على الوسطاء وشركات إعادة التأمين الإقليمية والعالمية، لتلبية احتياجات السوق المتنامية من التغطيات الجديدة التي قد تطلبها الشركات المحلية والأجنبية التي تتوجه للإستثمار في العراق، خصوصاً في ظل النهضة الإقتصادية الكبيرة التي يشهدها البلد. 

وهنا لا بدّ أن نذكر أنه صدر أخيراً قرار من مجلس الوزراء يقضي بنقل تبعية ديوان التأمين من سلطة وزارة المالية إلى مظلة البنك المركزي، بهدف منحه مزيدًا من الزخم والديناميكية التي تمكنه من تسريع وتيرة العمل وفرض الإجراءات التنظيمية اللازمة.

 

هل تطبق شركات التأمين العراقية المعايير الدولية مثل IFRS 17 ومعايير الحوكمة وسواها؟

ما زال القطاع ككل يعمل حالياً حسب الأنظمة الحسابية التقليدية، الا أن هناك توجه من قبل ديوان التأمين والجهات الرقابية المعنيّة لتبني الأنظمة المالية الدولية الحديثة مثل معيار IFRS 17 والحكومة المؤسسية، وفرض تطبيقها تدريجياً على شركات التأمين في السنوات المقبلة. 

 

كيف تقيمون الوعي التأميني في العراق؟

ما زال الوعي التأميني ضعيفًا جداً في العراق، بسبب غياب المنتجات التأمينية الإلزامية، علماً أن هناك تأمين الزامي واحد فقط على السيارات، الا ان أقساطه يدفعها المواطنون من ضمن صفيحة البنزين، ويتم تحويلها من وزارة النفط إلى صندوق التأمين في وزارة المالية، وبهذه الطريقة ليس هناك أي تواصل مباشر بين المواطن وشركات التأمين. ومن الأسباب الأخرى التي أدت الى ضعف الثقافة التأمينة هي الأزمات الاقتصادية السابقة وتدهور سعر العملة الذي أثر سلبًا على قيمة الوثائق وقدرتها على تلبية التغطيات، مما خلق ضعفاً في ثقة الجمهور بشركات التأمين.

حاليًا، معظم تعاملات التأمين محصورة بقطاع الشركات، ونحن نحاول جاهدين اختراق قطاع التجزئة للأفراد لكننا ما زلنا حتى الآن دون الطموح المطلوب. وفي النهاية فإن موضوع الوعي التأميني هو موضوع شائك ومتداخل، وجزء منه مسؤولية شركات التأمين وجزء آخر هو مسؤولية الدولة وتشريعاتها وتطبيقاتها. 

 

العراق هو الحدث الكبير الآتي في قطاع التأمين على المستوى الإقليمي

هل بدأت شركات التأمين العالمية تهتم بالسوق العراقي؟

أظهرت شركات إعادة التأمين انفتاحاً كبيراً للتوسع في السوق العراقي الذي لم يعد يصنّف اليوم كبلد عالي المخاطر، بل كبلد يعجّ بالفرص الكبيرة والواعدة، كما أن هناك اهتمام متزايد من قبل كافة الشركات الإقليمية والعالمية التي تعمل في قطاع التأمين للدخول إلى السوق العراقي. وأتوقع أنه في حال استمرار الأمور بنفس الوتيرة الحالية، فإن العراق سوف يكون هو الحدث الكبير الآتي في قطاع التأمين على المستوى الإقليمي، حيث يتوقع أن يحقق تطوراً ونمواً هائلاً، وستكون عيون العالم متجهة نحو السوق العراقي الذي يتمتع بإمكانيات ضخمة، وهناك توجه واضح نحو التنظيم والتطوير والرقمنة والانفتاح على الأسواق الإقليمية والعالمية، والمرحلة المقبلة تتطلب تعاونًا بين جميع الأطراف لتحقيق نهضة شاملة ومتكاملة.

 

الحمراء للتأمين.. مسيرة نجاح تمتد منذ الـ 2001، ونتائج نمو قياسية في 2024

ما هي أبرز النتائج التي حققتها شركة الحمراء للتأمين في 2024 وحتى الربع الأول من 2025؟

بداية أعطي لمحة عن شركة الحمراء للتأمين التي تأسست في الـ 2001، وكانت من أوائل الشركات الخاصة التي أُنشئت بعد تعديل قانون التأمين في 1997، والذي سمح بتأسيس شركات تأمين خاصة لأول مرة بعد أن كان القطاع حكرًا على الدولة. وشركتنا مرخصة لتقديم التأمينات العامة وتأمينات الحياة، وهي ميزة لا تمتلكها معظم الشركات التي تأسست بعد 2005، إذ يُلزمها القانون بالتخصص في نوع واحد من التأمينات.

منذ انطلاقتنا كنا من الشركات الرائدة في السوق العراقي، سواء من حيث حجم الأقساط أو تنوع مروحة المنتجات، فعلى سبيل المثال كنا من أوائل الشركات التي عملت في مجال تأمينات السفر، وأكتتبنا أول وثيقة تأمين لصالح الخطوط الجوية العراقية في 2005، واحتفظنا بالوثيقة لمدّة 5 سنوات قبل أن يم تحويلها الى شركة التأمين الوطنية الحكومية، كما كنا أيضاً رائدين في تقديم مفهوم مختلف للتأمين الصحي، عبر تعاقدنا مع أحد أكبر شركات الـ TPA الإقليمية.

وبذلك فإن شركة الحمراء للتأمين في تطور مستمر منذ تأسيسها، وقد سجلنا في 2024 نموًا استثنائيًا في الأقساط، وصل الى 80%، وذلك نتيجة إطلاق مشاريع عملاقة في البنى التحتية، ترافقت مع تطبيق ديوان التأمين لسياسات تُلزم شركات المقاولات على وجود وثيقة تأمين عراقية لأي مشروع، وكنا من الشركات الأولى المرشحة للإكتتاب في هذه التغطيات بسبب سمعتنا الجيدة والتزامنا بدفع كامل التعويضات بمساعدة أهم شركات إعادة التأمين، كما أننا مصنفون A من قبل أهم شركات التصنيف العالمية. نتوقع أن نواصل النمو هذا العام بنسبة تتراوح بين 16% و18% مقارنة بعام 2024.

 

هناك اليوم إعتماد كبير على التأمين المتناهي الصغر، للوصول الى أكبر شريحة من المجتمع، ما هي مشاريعكم في هذا المجال؟

أطلقنا منتجات تأمين صحي متناهية الصغر بالتعاون مع إحدى شركات الإتصالات، ونحضر الآن لتوقيع اتفاقيات مع شركات السيارات لتسويق تأمين على المركبات، كما نعمل مع بعض المصارف لتسويق بعض المنتجات المتناهية الصغر للمواطنين.

 

نظرة نحو المستقبل.. التكنولوجيا والتحول الرقمي

ما هي مشاريعكم المستقبلية؟

نسعى للتحول الى شركة رقمية بالكامل وبنسبة 100% خلال السنوات القليلة المقبلة، وذلك بالتعاون مع أهم شركات تكنولوجيا التأمين التي تساعدنا حاليًا على إطلاق تطبيقات رقمية تشمل تأمين السيارات وتأمين السفر، علماً أن هناك توجه عام في القطاع نحو تبني التكنولوجيا والرقمنة.

 

أخبار من نفس الفئة