لا تشكل المنافسة بالنسبة لـ Nasco Re أي قلق، بل فرصة لتطوير أدائها وتعزيز وجودها وجودة خدماتها
نحن اليوم متواجدون في مؤتمر العقبة الدولي العاشر للتأمين، كيف تقيمون أهمية ودور هذه المؤتمرات في دعم القطاع؟
تلعب المؤتمرات المتخصصة مثل مؤتمر العقبة الدولي للتأمين الذي أثبت سنة بعد سنة أنه من أهم المؤتمرات إن من ناحية الغنى والتنوع بالحضور أو من ناحية المواضيع المطروحة والتي تعالج أبرز التحديات التي يواجهها القطاع إضافة الى طرح ومناقشة كل ما هو جديد وعصري ومهم للنهوض بهذا المجال، تلعب هذه المؤتمرات دوراً مهماً في تعزيز التفاعل والتواصل بين اللاعبين المختلفين في القطاع ودعم العلاقات في ما بينهم، إضافة الى خلق فرص للتعاون وتبادل المعرفة وبناء شبكات وشراكات جديدة.
نلاحظ اليوم دخول عدد كبير من شركات وساطة إعادة التأمين الى السوق، فهل يستوعب القطاع كل هذه المنافسة؟
أؤمن بالمقولة الفرنسية الشهيرة “Il y a de la place au soleil pour tout le monde”، أي أن السوق يتّسع للجميع، لكن في المقابل أعتقد أنه من الضروري أن تتخصص الشركات الجديدة في مجالات وأسواق معيّنة إضافة الى تقديم الجودة العالية والمميزة في الخدمات لعملائها لضمان النجاح والاستمرارية. وفي Nasco Re، الشركة الرائدة في مجال وساطة إعادة التأمين في المنطقة، لا تشكل المنافسة أي قلق بالنسبة لنا، بل فرصة لتطوير أدائنا وتعزيز وجودنا وجودة خدماتنا.
كيف تواكب شركات التأمين وإعادة التأمين اليوم تحديات التغير المناخي؟
بات موضوع التغيّر المناخي من التحديات الأساسية بالنسبة لقطاع التأمين، فعلى سبيل المثال كلفت فيضانات دبي الأخيرة القطاع أكثر من 3 مليار دولار، وهذا الموضوع كان بمثابة جرس إنذار لشركات التأمين لإعادة تقييم المخاطر والأخذ بعين الإعتبار شراء تغطيات كافية ضد الكوارث الطبيعية CAT Protection من شركات إعادة التأمين، حيث لوحظ أن شركات التأمين في الإمارات لم تكن متسلحة بتغطيات كافية ضد الكوارث الطبيعية في قطاع السيارات التي تعرضت للغرق والأضرار بشكل مباشر، ويمكن تبرير ذلك بأن ما حصل كان غير مسبوقاً وغير متوقعاً والفيضانات كانت مباغته للجميع، لكن اليوم مع تكرار هذه الحوادث بات لا بدّ من التحوط لها ومعالجتها، وهنا لا بدّ من أن تضطر الشركات الى زيادة الأسعار على المستهلك نتيجة لارتفاع المخاطر.
انسحب عدد كبير من شركات إعادة التأمين من الأسواق العربية ذات التوترات والمشاكل العالية، كيف أثر ذلك على السوق؟
أدّت الإضطرابات الحاصلة في عدد من الدول العربية الى تحفظ عدد من شركات إعادة التأمين عن الإستمرار في العمل أو التوسع في هذه الأسواق، لكن ما أن يعود الإستقرار ستعود تلك الشركات للإنطلاق من جديد. في لبنان على سبيل المثال شكل إنفجار مرفأ بيروت نقطة تحول في قرار بعض شركات الإعادة بالإنسحاب من السوق لأن التغطيات التي دفعتها كانت كبيرة جداً وتخطت الـ 1.2 مليار دولار، وهذه الخسائر تعتبر ضخمة بالنسبة للقطاع الذي يحتاج الى بعض الوقت لتعويضها.
ما هي أبرز النتائج التي حققتها Nasco Re في 2024؟
كانت سنة 2024 من أفضل السنوات على الإطلاق بالنسبة لنا، حيث حققت "ناسكو ري" نمواً ملحوظاً تخطى الـ 20% في الإيرادات، وهذه النتيجة الاستثنائية تعكس الأداء القوي والمتميز للشركة.
كيف تقيمون تحالفكم الأخير مع Diot-Siaci؟
نتوقع أن تعطينا الشراكة الاستراتيجية التي عقدناها مع شركة Diot-Siaci الفرنسية، وهي الشركة الرائدة أوروبيًا في مجال الوساطة التأمينية للشركات، زخماً جديداً لتطوير خطوط تأمين جديدة متخصص (specialty lines) ، كما أن هذا التكامل من شأنه أن يخلق لنا المزيد من الفرص لتعزيز النمو على مستوى المجموعة.
هل تشجعون اليوم الدمج أو الاستحواذ بين الشركات العاملة في قطاع التأمين؟
يعتبر سوق التأمين العربي مجزأً نوعاً ما، وهنا أرى أن الإندماج خصوصاً بين الشركات الصغيرة هو خطوة أساسية لخلق المزيد من الإنضباط في السوق وتعزيز قدرة الشركات التنافسية، فاليوم هناك تمركز كبير للأعمال ضمن الـ 5 شركات الكبرى في كل بلد، التي تسيطر على أكثر من 75 الى 80% من حجم السوق، هذا الواقع يجب أن يشجع الشركات الصغيرة على التوحد بهدف البقاء والمنافسة والنمو. وهنا يمكن للجهات التنظيمية أن تلعب دوراً إيجابياً في هذا الإطار من خلال رفع الحد الأدنى لرأس المال وإعطاء حوافز وإعفاءات ضريبية للشركات المندمجة.
كيف تواكب "ناسكو ري" التطور التكنولوجي والتحول الرقمي؟
أصبحت التكنولوجيا اليوم أساساً في مختلف عمليات التأمين من الاكتتاب إلى إدارة المطالبات وغيرها، ولا يمكن لأي شركة تأمين أو وساطة تجاهلها بعد اليوم. نحن في "ناسكو ري" نحرص على مواكبة هذا التحول باستمرار من خلال استثمارنا في أنظمة تقلل التكاليف وتحسن تجربة العملاء.