المشرق للتأمين تطوّر تطبيقاً جديداً لمطالبات حوادث السيارت، وسيكون بمثابة اختبار لمعرفة مدى استجابة الزبائن مع التكنولوجيا
بعد الأزمة المالية اللبنانية، هبطت أسعار بوالص التأمين بشكل ملحوظ، هل صحح السوق نفسه اليوم، وهل هناك زيادات إضافية عما كانت عليه الأسعار قبل الأزمة؟
بعد أزمة إنهيار الليرة تبدّلت طرق تسعير ودفع بوالص التأمين لتتناسب مع الواقع الجديد، لكن اعتباراً من العام 2024 بدأت الأمور تعود الى طبيعتها نوعاً ما، وباتت أغلب الأسعار كما كانت عليه في الـ 2019، واليوم نتوقع زيادات طبيعية تتماشى التضخم العالمي الذي أثر على أغلب البلدان والقطاعات.
في ما يتعلق ببوالص التأمين الصحي على سبيل المثال، فمنذ بداية العام 2025 رفعت شركات التأمين أسعارها بنسب تتراوح بين 30 و40%، تزامناً مع رفع العديد من المستشفيات والأطباء تعرفاتهم الإستشفائية، ففي النهاية نحن مضطرون لرفع أسعارنا حتى تتناسب مع حجم التغطية.
أما في ما يتعلق ببوالص السيارات خصوصاً الالزامية، فهي حتى الآن ما زالت أقل مما كانت عليه قبل الأزمة، ونتمنى إعادة رفع سعرها، لأن الحوادث أصبحت كثيرة والأقساط لم تعد كافية لتغطيتها.
هناك امتعاض دائم من قبل شركات التأمين على صناديق التعاضد في لبنان، ما هي الحلول والإقتراحات التي تقدمونها في هذا المجال؟
لدينا إعتراض على القانون الذي ينظم عمل صناديق التعاضد التي أنشئت في الأصل لتأمين التغطية الصحية للمزارعين، الا أن الهدف الأساسي منها تبدّل مع الوقت وأصبح بإمكان أي مجموعة إنشاء صندوق تعاضد وتأمين أي شخص في لبنان، ونحن كشركات تأمين نعتبر أن هذا الوضع خلق منافسة غير شرعية، حيث أن الصناديق لا تدفع الضرائب ولا تتحمل الاحتياطيات، بينما شركات التأمين تدفع 11% ضريبة على البوليصة وتتحمل احتياطيات حسب قانون التأمين، ولذلك نتمنى تنظيم هذه الصناديق عبر ضمها الى وزارة الاقتصاد وأن لا تبقى تحت رقابة وزارة الزراعة.
ماذا تقولون للأشخاص الذين لا يؤمنون بالتأمين؟
"الإنسان ما بيتعلم الا من كيسه"، فعندما يتعرض الإنسان لحادث ما لا سمح الله ويضطر لدفع مبالغ كبيرة، سيعرف حينها أهمية التأمين وأهمية أن تشاركه جهة أخرى بتغطية المصيبة التي وقع بها، وسيكتشف عندها حجم التكاليف المرتفعة التي تدفعها شركات التأمين.
أما الذين يعتبرون أن شركات التأمين لم تنصفهم ولم تدفع التغطية اللازمة برأيهم، فأقول أن بوليصة التأمين هي عقد بين طرفين وشروطها يجب أن تكون واضحة ومفهومة، وهنا أنصح أي شخص قبل أن يوقع ويدفع ثمن بوليصة التأمين أن يقرأها بتمعن وأن يطلب تفسير كافة البنود من الشركة أو من الوسيط، وبعدها لا يمكن أن يلوم أحداً إذا كان هناك أي استثناءات لم تتم تغطيتها أو إذا لم يكن حجم التغطية كافياً، فبوليصة التأمين هي عقد محدد الشروط بين طرفين ويجب أن يكون العميل مدركاً لكافة هذه الشروط أو الاستثناءات.
أما من لا يعترف بالتأمين لاعتبارات دينية أو عقائدية، فلا يمكننا الا أن نحترم رأيه.
هل تنصحون المواطنين بالتعامل مع وسطاء التأمين، أم التوجه مباشرة الى شركة التأمين لشراء بوالصهم؟
بالتأكيد أنصح بالتعاون مع وسيط، ففي إنجلترا، التي انطلقت منها فكرة التأمين، لا يمكن شراء أي بوليصة الا عبر وسيط تأمين مسجل تأكيداً على ضمان حقوق العميل، فالوسيط يوجه الزبون الى اختيار الشركة الأنسب من حيث الملاءة المالية والسمعة الجيدة في دفع التعويضات، وينصحه بأفضل التغطيات التي تتناسب مع الخطر، كما يفسر له كافة تفاصيل وشروط البوليصة ويجيبه على كل استفساراته حتى لا يكون هناك أي لغط.
ما هي أبرز 3 تغطيات تنصح كل مواطن بشرائها، وعدم الإستغناء عنها أبداً؟
بالأحرى أقول أن هناك 4 بوالص لا يمكن الاسعناء عنها أبداً هي: التأمين الصحي والتأمين على السيارة والتأمين على العاملات المنزليات في حال وجودهم، لأن المنطق يقول أن هؤلاء الأشخاص يعيشون في منزل الزبون لفترة طويلة وهو مسؤول عنهم وعن صحتهم، وإذا تعرضت العاملة لأي مرض أو حادث فهو من سيتحمل كلفة علاجها، مع العلم أن هذه البوليصة هي الزامية للحصول على الأوراق القانونية لاستقدام العاملة. وأخيراً هناك تأمين المنازل ضد الحريق، وبالأحرى يجب أن يكون هذا التأمين بالأولوية الثانية بعد الصحة، حيث يعتبر المنزل من أكبر الإستثمارات في حياة الأشخاص الذين لا يهتمون عادة لهذه البوليصة، وأي حادث يمكن أن يكلفهم مبالغ طائلة، كما أن الحريق يمكن أن يمتدّ ليطال منازل الجيران، وعندها قد تكون الكارثة ضخمة جداً، كما أن قيمة البوليصة زهيدة نسبياً مقارنة ببوليصة السيارة على سبيل المثال لأن مخاطرها أقل بكثير بينما كلفة تغطيتها أكبر، مع العلم أنه في فترة سابقة كانت المصارف تلزم الناس على شراء هذه التغطية مقابل القرض السكني، الا انها كانت تشمل تغطية المبنى فقط وتستثني العفش والممتلكات الأخرى والتي قد يكون سعرها مرتفع عادة.
ما هي الخدمات الرقمية التي تقدمونها لعملائكم؟
نعمل حالياً على تطوير تطبيق جديد لمطالبات السيارت، وسيكون بمثابة اختبار لمعرفة مدى استجابة الزبائن مع التكنولوجيا، علماً أننا نلاحظ أن ليس كل الأشخاص يفضلون التطبيقات والتكنولوجيا الحديثة، الا أنه لا يمكننا الا أن نواكب العصر، ونحن نعول على جيل الشباب في تبني الصيحات الجديدة.
كيف تقيمون الوعي التأميني في لبنان؟
لاحظنا بعد الأزمات المتتالية التي ضربت لبنان، بدأً من الأزمة المالية وجائحة كورونا وانفجار مرفأ بيروت والحرب الإسرائيلية على لبنان، ارتفاع الوعي على أهمية التأمين، حيث أن هذه المخاطر الكبيرة أدّت الى خسائر هائلة في الصحة والأرواح والممتلكات، وكانت أكبر من قدرة أي شخص منفرداً على تحملها، وأدرك الناس كيف يمكن أن يحموا أنفسهم وممتلكاتهم من خلال المبلغ البسيط الذي يدفعونه، مقابل تغطيات ضخمة تدفعها شركات التأمين دفعة واحدة. فعد أزمة كورونا على سبيل المثال أدرك الناس أهمية التغطية الصحية وعدم التهاون بها، لأن الأمراض والأوبئة باتت كثيرة وتكاليف العلاج مرتفعة جداً، والدولة لا تغطي الا نسبة ضئيلة. كما أن الأزمة المالية والغاء قروض السيارات جعلت الناس يهتمون بالمحافظة على سياراتهم عبر تغطيتها لأنهم لا يستطيعون شراء سيارة جديدة بسهولة في حال خسروا سيارتهم.