بنك مسقط يحقق نجاحات مهمّة في تبني تكنولوجيا الذكاء الإصطناعي
استخدام الذكاء الاصطناعي في بنك مسقط
يستثمر بنك مسقط، المؤسسة المالية الرائدة في سلطنة عُمان، في تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي، حيث قام بتنفيذ عدد من المشاريع في هذا المجال بهدف الحفاظ على قاعدة زبائن البنك المتنامية، منها على سبيل المثال مشاريع مكافحة غسل الأموال والحدّ منها، وتنفيذإجراءات الأمن السيبراني المتقدمة، كما استخدم البنك تقنيات الذكاء الاصطناعي لتحليل أدوات جذب الزبائن المحتملين الجدد، والرد على مكالمات الاحتيال والاتصالات المشبوهة من خلال استخدام الذكاء الاصطناعي (Bots) لإجراء المكالمات الصادرة وخدمات معاودة الاتصال الآلية، كذلك قام البنك بتوظيف أنظمة متقدمة للكشف عن التهديدات السيبرانية والتحليل السلوكي، مما عزز من الإجراءات الأمنية بشكل كبير مع الاستفادة من هذه الأنظمة في عدد من الاستخدمات الأخرى .
ولأهمية هذا الموضوع، يواصل بنك مسقط تنفيذ مشاريع وبرامج جديدة أخرى في مجال تعزيز التحول الرقمي باستخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي لتقديم مختلف الخدمات المصرفية الإلكترونية، وذلك لقناعتنا التامة بأن هذا التوجه مهم وهو المستقبل في تقديم أفضل الخدمات والتسهيلات المصرفية كما أنه يساهم في إنجاز مختلف الأعمال بجودة عالية وسرعة متناهية ويوفر المزيد من الوقت، بحيث يواكب مختلف المستجدات والتطورات التي تحدث في القطاع المصرفي ويعزز من البنية التكنولوجية التي يتمتع بها البنك وتجعلنا في الوقت نفسه مستعدين أكثر للمنافسة وتقديم الأفضل للزبائن سواء كانوا أفراد أو شركات.
دعم نمو الشركات في مختلف القطاعات
مع تزايد الضغوط التنافسية وتطور التكنولوجيا أصبح من الضروري على الشركات والمؤسسات تبنّي هذه التقنيات لتعزيز إنتاجيتها ورفع كفاءتها، حيث إن هذه التقنيات ستسهم في تحسين عمليات التخطيط والتنبؤ باستخدام البيانات الضخمة وتحليلها بواسطة خوارزميات الذكاء الاصطناعي، ويمكن للشركات تحسين فهمها لسلسلة الإنتاج وتحديد نقاط الضعف والتحسينات الممكنة، حيث إن هذا يسهم في تحسين التخطيط الاستراتيجي وتعزيز قدرة المؤسسة على التكيف مع التحوّلات في سوق العمل والاقتصاد، كما سيؤدي استخدام تقنيات الأتمتة إلى زيادة كبيرة في الإنتاجية بفضل استخدام الروبوتات، ويُمكن تحسين سرعة وكفاءة خطوط الإنتاج وتقليل الأخطاء البشرية، مما يتيح تقديم منتجات عالية الجودة بشكل أسرع وبتكلفة أقل، ويعزز التنافسية ويسهم في تحقيق أرباح أكبر.
تحسين الكفاءة التشغيلية وزيادة الإنتاجية داخل المؤسسة
يساهم الذكاء الاصطناعي بشكل كبير في تحسين الكفاءة التشغيلية وزيادة الإنتاجية داخل المؤسسة حيث يمكن للذكاء الاصطناعي تولي العديد من المهام الروتينية والمتكررة، مثل معالجة البيانات، وإدخال المعلومات، والتحقق من الوثائق مما يُساعد في تقليل الوقت المستغرق في هذه الأنشطة وزيادة دقة النتائج، وفي المقابل فإن ذلك يسمح للموظفين بالتركيز على مهام أكثر أهمية. كما يتمتع الذكاء الاصطناعي بالقدرة على معالجة وتحليل كميات كبيرة من البيانات بسرعة عالية. ويمكن أن يقدم رؤى وتحليلات تنبؤية تدعم عملية اتخاذ القرار بناءً على بيانات دقيقة ومحدّثة، مما يسهم في توجيه استراتيجيات الأعمال وزيادة الفعالية. من ناحية أخرى، يمكن للذكاء الاصطناعي التنبؤ بالطلب، وتحسين عمليات التخزين، وإدارة المخزون بشكل أفضل، مما يقلل من هدر الموارد ويساهم في تلبية الطلبات بشكل أسرع وبتكلفة أقل. ومن خلال استخدام أدوات مثل روبوتات المحادثة التي تعتمد على الذكاء الاصطناعي، فإنه يمكن تقديم الدعم للزبائن على مدار الساعة بشكل فعال، وأيضًا تحليل سلوك الزبائن وتحديد الأنماط، وبالتالي تحسين استراتيجيات التسويق وتوجيه حملات ترويجية مخصصة بناءً على اهتمامات الزبائن.
خطط لتوسيع استخدام الذكاء الاصطناعي في بنك مسقط
في ظل هذه التحوّلات المتسارعة في تقنيات الأتمتة، يعمل بنك مسقط على تبنّي استراتيجيات تطويرية متوافقة مع الخطط التي يعمل عليها من خلال توسيع استخدام الذكاء الاصطناعي في مجالات جديدة لتعزيز تجربة الزبائن وتحسين الكفاءة التشغيلية، ويسعى البنك لتوسيع تطبيق تقنيات الذكاء الاصطناعي في تحليل البيانات الضخمة لاستخلاص رؤى جديدة حول سلوك الزبائن وتوقع احتياجاتهم المستقبلية، مما يسهم في تخصيص العروض والخدمات وتحسين تجربتهم بشكل عام. بالإضافة إلى ذلك يهدف بنك مسقط إلى تطوير حلول مالية تعتمد على الذكاء الاصطناعي لمساعدة الزبائن في التخطيط المالي الشخصي، حيث يتم تحليل المعاملات والبيانات المالية واقتراح استراتيجيات للادخار والاستثمار بناءً على الاحتياجات الفردية.
من ناحية أخرى، فإنه من خلال تطبيقات الذكاء الاصطناعي، يمكن لبنك مسقط تحسين الكشف عن التهديدات السيبرانية بشكل استباقي وتعزيز حماية البيانات والأنظمة المصرفية من الاختراقات الأمنية، كما يعمل البنك على استكشاف حلول تفاعلية جديدة باستخدام تقنيات التعرف على الصوت والصورة، مما يسهل على العملاء إجراء المعاملات والتحقق من هويتهم بطرق مبتكرة وآمنة. وأيضًا يستفيد البنك من الذكاء الاصطناعي لتوقع الأعطال في الأنظمة والبنية التحتية الرقمية، مما يسمح بإجراء الصيانة الوقائية قبل حدوث المشاكل وتقليل فترات التوقف.
أبرز التحديات وسبل التغلب عليها
التحديات موجودة دائمًا في مجال الأعمال، إن تطبيق تقنيات الذكاء الاصطناعي هو أمر يتطلب الكثير من المهارة والاستراتيجيات المدروسة، ولكن لا يخلو أي ذلك من العقبات التي يمكن أن تطرأ خلال عملية التطبيق. ومن أكبر التحديات التي واجهتنا في بنك مسقط كانت قلة تنوع وجودة البيانات، خصوصًا مع وجود مصادر بيانات متعددة وغير منظمة، فالنماذج التي تعتمد على الذكاء الاصطناعي تتطلب بيانات دقيقة ومتنوعة لتقديم نتائج فعّالة، ولحلّ هذه الإشكالية تم تطوير حلول لجمع وتنظيف البيانات بشكل مستمر، واعتمدنا تقنيات متقدمة لتحسين جودة البيانات وتنظيمها بما يتناسب مع احتياجات النماذج، كما استثمرنا في تحسين عملية التصنيف والتكامل بين الأنظمة المختلفة لتوفير بيانات شاملة ودقيقة.
أيضًا كانت هناك تحديات في دمج الذكاء الاصطناعي مع الأنظمة المصرفية الحالية التي كانت تعتمد على تقنيات تقليدية، فكان من الضروري التأكد من أن النماذج الجديدة تعمل بسلاسة مع الأنظمة الحالية دون التأثير على الأداء، ولذلك استخدمنا نهجًا تدريجيًا في دمج الذكاء الاصطناعي، حيث بدأنا في تطبيق النماذج على وحدات محددة قبل توسيع نطاقها، كما استثمرنا في تطوير واجهات برمجة التطبيقات(APIs) والتقنيات الوسيطة لتسهيل الاتصال بين الأنظمة السابقة والحلول الحديثة.
كذلك فيما يتعلق بموضوع التدريب على نماذج البيانات الضخمة والمتنوعة فهو أمر مهم، يتطلب موارد تقنية متقدمة وأوقاتً طويلة للتدريب، لذلك استثمرنا في بنية تحتية قوية ومتطورة تعتمد على الحوسبة السحابية والتقنيات الموازية لتسريع عملية التدريب، وعملنا على تحسين الخوارزميات لتقليل الزمن المطلوب للتدريب وزيادة دقتها، كما استثمرنا في تدريب وتطوير الموظفين عبر شراكات مع مؤسسات تعليمية مرموقة وبرامج تدريبية متخصصة.
وبما أن القطاع المصرفي يتعامل مع بيانات حساسة، فإن أحد التحديات الكبرى كان ضمان أمان وخصوصية البيانات عند استخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي. لهذا قمنا بتبنّي سياسة صارمة للأمن السيبراني وحماية البيانات، حيث طبقنا حلول التشفير المتقدمة وأدوات الكشف عن التهديدات، مع التزامنا بالمعايير المحلية والدولية لحماية البيانات، ومن خلال هذه الحلول الاستراتيجية، تمكنّا في بنك مسقط من التغلب على هذه التحديات، مما ساعد على تحسين الخدمات المصرفية وتحقيق نتائج إيجابية باستخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي.