بنك عمان العربي يحقق في 2024 أرباحاً صافية بقيمة 20 مليون ريال عماني وبنسبة نمو 48%
بعد الصعوبات والتحديات التي واجهها الإقتصاد العماني والقطاع المصرفي منذ جائحة كورونا، كيف تصفون وضع بنك عمان العربي اليوم وما هي أهم النتائج التي حققها؟
خلقت جائحة كورونا ركوداً كبيراً في الإقتصاد العماني استمرّ لفترة طويلة وأدى الى تعثر العديد من الشركات التي لم يعد باستطاعتها دفع قروضها ومستحقاتها للمصارف، وأثر ذلك على نتائج ونمو المصارف التي بذلت جهداً كبيراً لإعادة جدولة هذه القروض بالتعاون مع البنك المركزي العماني. منذ العام 2024، بدأت الأمور تستقر من جديد، وحقق بنك عمان العربي نمواً ممتازاً في المحفظة الإقراضية للشركات والأفراد ومحفظة الودائع، إضافة الى نمو الأرباح الصافية بنسبة 48% الى 20 مليون ريال عماني، وهي نسبة النمو الأفضل للبنك منذ الجائحة والأعلى على صعيد القطاع المصرفي العماني.
هل ما زلتم تدعمون الشركات المتوسطة والصغيرة رغم التعثرات التي حصلت لها؟
تعتبر الشركات الصغيرة والمتوسطة من القطاعات المهمّة جداً في الإقتصاد، والحكومة العمانية تدعم هذه المشاريع وتساعدعها عبر العديد من القوانين المحفزة منها على سبيل المثال تخصيص نسبة معيّنة من أي مشروع حكومي لشركات الـ SMe’s، وكما ذكرنا سابقاً ساهمت الحكومة بالتعاون مع البنك المركزي بإعادة جدولة الديون المتعثرة لهذه الشركات بعد دراسة أوضاعها، ونحن في بنك عمان العربي نتماشى مع خطة الحكومة لدعم وتمويل هذه المشاريع.
نلاحظ اليوم تطوراً كبيراً للتكنولوجيا المصرفية في سلطنة عمان، كيف تقيمون وضعكم في هذا المجال؟
منذ تأسيسه كان بنك عمان العربي سباقاً في تبني التكنولوجيا وطرح القنوات الرقمية الحديثة، فعلى سبيل المثال كنّا أول بنك يطلق في الثمانينات بطاقة الدفع المباشر في السلطنة بالتعاون مع وزارة المالية، والتي يمكن من خلالها دفع كافة الرسوم الحكومية، ولمدّة 5 سنوات تقريباً كنا الوحيدين الذين نقدم هذه الخدمة، بعدها تبدأت المصارف الأخرى بتطوير أنظمتها لاصدار هذا النوع من البطاقات. من ناحية أخرى كان بنك عمان العربي من أوائل المصارف أيضاً في السلطنة التي أطلقت خدمة الموبايل المصرفي الذي يقدّم ميزات وخدمات فريدة منها على سبيل المثال إمكانية الإكتتاب في الأسهم عند طرحها من خلال التطبيق ومن دون الحاجة الى زيارة البنك وتوقيع أية أوراق. كما طورنا خدمة القرض المباشر، الذي يمكن للعميل أن يحصل عليه من خلال التطبيق ودون تقديم أي مسنتدات. أخيراً طورنا خاصية الحصول على قرض سيارة ودفع ثمنها للتاجر من خلال التطبيق ودون حاجة أي طرف للتوجه الى المصرف، وقد لاقت هذه الخاصية إقبالاً كبيراً. ولا ننسى أيضاً تحديث منظومة الإنترنت المصرفي للشركات عبر إضافة خاصية الـ Host to Host، التي يمكن من خلالها أن تنفذ الشركات كافة معاملاتها مثل دفع الرواتب والفواتير وسواها، وسوف نطور قريباً خدمة الموبايل المصرفي للشركات. أما في ما يتعلق بالذكاء الإصطناعي فقد بدأنا أخيراً بتطوير منظومة البيانات بحيث أنه ممكن أن تقدم للزبون الكثير من الخدمات والمنتجات التي يحتمل أنه سيحتاج اليها حتى قبل أن يطلبها.
كيف تقيمون مستوى التكنولوجيا المصرفية في سلطنة عمان مقارنة بباقي دول الخليج؟
تختلف السلطنة عن باقي دول الخليج، فهي بلد صغير مقارنة مثلاً بالسعودية والإمارات من ناحية عدد الزبائن، وعمان في السنوات الأخيرة حصل فيها تطور كبير على صعيد القطاع المصرفي الذي شهد دخول قيادات شابة وذات كفاءات عالية وتتطلع الى المستقبل بنظرة عصرية. واليوم فإن جميع المصارف في عمان لديها برامج قوية جداً لتطوير أنظمتها سواء من خلال إدخال تقنيات الذكاء الإصطناعي والتعلم الآلي وإنترنت الأشياء أو من خلال التعامل مع العملات المشفّرة وسواها من الخدمات الحديثة.
نرى أن شركات التكنولوجيا المالية باتت تقدم خدمات مالية مبتكرة، هل تتوقعون أن تتفوق على المصارف يوماً ما في المستقبل؟
على الرغم من أن شركات التكنولوجيا المالية تتفوق على المصارف من ناحية التقنيات الضخمة، الا أن تجربتهم في تقديم الخدمات المالية لم تنجح كثيراً حتى الآن، والى أن يأتي أحدهم بنموذج أعمال محكم، عندها من الممكن أن تنجح تجربته ويخترق السوق. وهنا لا بدّ أن نذكر أن أبرز ما يميّز المصارف والمصرفيين عموماً، هو أن لديهم هاجس مستمرّ لتطبيق الحوكمة والقاوانين التي باتت كثيرة ومعقدت، أما شركات التكنولوجيا المالية خصوصاً الصغيرة منها، فليس لديها هذه الخلفية والمعرفة بالقوانين العالمية التي لا بدّ من تطبيقها لضمان استمرارية العمل.
ما هي أهم المميزات التي يقدمها برنامج "أيليت" للعملاء؟
أطلقنا برنامج "أيليت" منذ فترة طويلة، وأخيراً أدخلنا عليه تحديثات جديدة، ويتوجه هذا البرنامج الى كبار العملاء والزبائن المميزين الذين تتخطى حساباتهم مبالغ معينة، والذين يستفيدون من العديد من العروض الخاصة والتخفيضات الكبيرة في العديد من المطاعم والمحلات، إضافة الى العديد من الخدمات الفارهة. ولدينا عدّة أماكن في عمان مخصص فيها قاعات لزبائن برنامج "إيليت"، تقدم لهم تجربة مصرفية مريحة ومميزة.
ما هي خطتكم في تبني استراتيجيات الشمول المالي؟
تختلف استراتيجيات الشمول المالي في سلطنة عمان عن باقي الدول، حيث أن البلد صغير ونكاد لا نجد أي مواطن ليس لديه حساب مصرفي، وقد ساهم في ذلك العديد من المبادرات التي أطلقتها الحكومة منها على سبيل المثال المكرمة الشهرية التي أعطاها جلالة السلطان هيثم بقيمة 10 ريال لجميع الأطفال العمانيين، والذين يضطرون الى فتح حساب مصرفي لاستلامها، إضافة الى مبادرة حماية أجور العاملين، عبر الزام الشركات بدفع الرواتب عن طريق المصارف حتى تتمكن وزارة القوة العاملة من تتبع أجور العاملين، وهنا سييكون لكل موظف أيضاً حساب مصرفي.