يشكل التقدم التكنولوجي الحربي اليوم حقبة جديدة في قراءتنا الإكتوارية لمخاطر الحرب
1- ما هي أبرز التحديات التي تواجهكم اليوم في ظل الحروب القائمة وحالة عدم اليقين التي تعيشها المنطقة العربية؟
تعتبر مخاطر الحرب والمخاطر الجيوسياسية الهاجس الأكبر لمعيدي التأمين اليوم، ففي زمن السلم يمكن لشركات التأمين وإعادة التأمين أن تبيع تغطيات الحرب وأن تسعرها حسب دراساتها الإكتوارية، ولكن عندما تقع الحرب فعلياً تختلف الأمور ويصبح هناك أنواع تأمينات مثل التأمين على الممتلكات غير قابلة للتأمين أو التجديد أبداً، وحتى رفع الأسعار هنا لن يكون مجدياً. ونحن في Gen Re بدأنا نسلط الضوء أكثر وأكثر على إدارة المخاطر خصوصاً بعد الحرب على أوكرانيا والحروب الدائرة في المنطقة العربية، حيث يشكل التقدم التكنولوجي الحربي اللافت نقطة تحوّل وحقبة جديدة في فهمنا وقراءتنا الإكتوارية لمخاطر الحرب، ولكن مع الأسف هناك شركات ما زالت تنافس في هذا الموضوع دون الأخذ بعين الإعتبار الإدارة الصحيحة للمخاطر، حيث تطمع هذه الشركات بالحصول على أقساط جديدة حتى في فترة الحرب، معتبرين أنه يمكن الإعتماد على أحداث الماضي للتنبؤ بالمستقبل، لكن هذا كان صحيحاً قبل 20 الى 30 سنة حيث كانت تقنيات الحرب مختلفة، بينما التقنيات المستحدثة التي رأيناها في الحروب الأخيرة تجعل الوضع مختلفاً تماماً، وبالتالي لا يمكن القول بأن التحدّي هو نفسه وأننا تعلمنا من الماضي، فإذا لم تتأثر الشركات بالحروب في الماضي لا يعني ذلك أن الحاضر سيكون مماثلاً، وفي النهاية الشركة التي لن تكون قادرة على دفع المطالبات لن تكون قادرة على الإستمرار وسوف تخرج من السوق حتماً.
2- نحن اليوم متواجدون في لقاء شرم الشيخ للتأمين، كيف تقيمون تجربتكم في السوق المصري ومستقبل قطاع التأمين في البلد عموماً؟
نحن متواجدون في السوق المصري منذ فترة طويلة، ونعتبر أنه سوق واعد بامتياز نظراً للتعداد السكاني الكبير مقابل نسبة الإختراق المنخفضة للتأمين فيه. هنا لا ننكر أننا تأثرنا ببعض الأحداث التي حصلت في البلد وأهمها خفض قيمة الجنيه المصري الذي أثر على أدائنا وأداء الشركات عموماً، لكن الحمدلله الوضع الإقتصادي بدأ يتحسن ونحن متفائلون بالمستقبل. واليوم لاحظنا في المؤتمر وجود وزراء وجهات حكومية عديدة، ونحن نقدر هذه المواكبة الجميلة من قبل الحكومة والمشرعين لقطاع التأمين، والتي أرى أنها ستساهم في نمو القطاع على ركائز ثابتة في المستقبل. نذكر أيضاً أن صناعة التأمين في مصر قديمة وأول خريجين إكتواريين جامعيين هم من المصريين، والكفاءات المهنية اليوم في القطاع عالية جداً.
3- الى أي مدى تواكبون التكنولوجيا الحديثة؟
نحاول في سلاسل القيمة أن نتعاون مع شركات تكنولوجيا التأمين (InsurTech) العالمية، لتحسين كفاءة ومرونة خدماتنا ومنتجاتنا، حيث بات تطبيق خورزميات الذكاء الإصطناعي والتعلم الآلي في المنتجات الجديدة يساعدنا في الكثير من الحالات على التنبؤ بالمشكلة قبل حدوثها وبالتالي الوقاية منها، لاسيما على مستوى الصحة حيث تساعد التكنولوجيا على تحسين نمط الحياة والتحفيز على اعتماد أساليب حياتية صحية، وهنا نعول في تبني هذه الصيحات على جيل الشباب الصاعد الذي أصبحت التكنولوجيا جزءاً من حياته اليومية.
من ناحية أخرى نسعى لتبني الرقمنة الجزئية والحفاظ في الوقت عينه على شيء من التأمين التقليدي رغم أن هيئات التنظيم حول العالم تشجع توظيف رأسالمالها في شركات رقمية بحته، لكن لا نزال نفتقر للجهوزية الكاملة لتطبيق هذه الرقمنة في العالم العربي.
وأخيراً نطالب المشرعين في الدول العربية بإعطاء أهمية أكبر لموضوع التكنولوجيا وإصدار قوانين داعمة لعملية التحول الرقمي.
4- في عالم يسوده عدم اليقين، كيف تدعمون شركات التأمين التي تتعاملون معها؟
نحاول بكافة الطرق دعم شركات التأمين من خلال أدواتنا ومنتجاتنا المميزة والإكتواريين المحترفين لدينا، علماً بأننا من أكثر الشركات تقديماً للخدمات المتقنة وعالية الجودة وذات القيمة المضافة كما ومواكبة زبائننا والوقوف دائماً الى جنبهم.
5- حققت شركات إعادة التأمين أرباحاً جيدة في 2024، ما هي الأسباب برأيكم؟
بالفعل، حققت شركات الإعادة نتائج إيجابية بسبب الآداء الجيد لأسواق الأسهم الذي رفع العوائد على استثماراتها، من ناحية أخرى لم تشهد عمليات الإكتتاب كوارث فادحة حول العالم وبالتالي كانت التعويضات مقبولة.