ما هو علم المقاييس الحيوية ؟ وكيف تخدم المقاييس الحيوية الصوتية القطاع المصرفي؟
يقصد بعلم المقاييس الحيوية التقنيات التي تستخدم لتحديد هوية الأفراد من خلال الخصائص البيولوجية الموجودة في الجسد مثل بصمات الأصابع وراحة الكف والأقدام وملامح الوجه أو حدقة العين أو الصوت لتمييز شخص عن بقية الناس، نظراً لأن هذه الأعضاء تتميز بتفردها في كل إنسان. وهذه المقاييس تعالج من خلال البرمجة والتشفير للسمات الفريدة لكل شخص وتخزن في قاعدة البيانات، لمضاهاتها بملامح وسمات المشتبه فيهم في حال وجود جريمة من أي نوع. ولتطبيق القياسات الحيوية فوائد عدّة من أهمها: توفير درجة أمان لشبكات المعلومات لا توفرها الطرق الأخرى للتوثق من الشخصية، والسرعة في التحقق من الشخص. والأهم عدم القدرة على إعادة إنتاج تلك القياسات الحيوية أو ضياعها أونسيانها وصعوبة تزويرها ووجودها مع الشخص في أي وقت وأي مكان.
وقد أعلن إيغور بيديروف، رئيس قسم المعلومات والبحوث التحليلية في شركة T.Hunter، في حديث لصحيفة “إزفيستيا”، أن القياسات الحيوية سوف تستخدم بحلول العام 2050 في كل مكان. فمن جانب، تعتبر هذه طريقة موثوقة لحماية البيانات الشخصية، ولكنها، من جانب آخر طريقة أيضاً لسرقتها، لذلك سنبتعد تدريجياً عن وسائل المصادقة الكلاسيكية مثل الرسائل القصيرة وكلمات المرور. ويتم تسهيل ذلك أيضا من خلال التطوير الواسع للمساعدين الصوتيين. ويضيف موضحاً، لا يمكن مقارنة إمكانيات القياسات الحيوية اليوم وقبل خمس سنوات.لأن معظم الأجهزة الشخصية هي حالياً مزودة بمقاييس حيوية مثل الهواتف الذكية والأجهزة اللوحية، التي من خلالها يمكن للناس حتى الحصول على الخدمات المصرفية.
واليوم تبرز أهيمة القياسات الحيوية الصوتية في العديد من القطاعات ومنها القطاع المصرفي، وهي التقنية التي تستخدم سمات صوتية فريدة مثل درجة الصوت ونغمة وإيقاع الكلام للتحقق من هوية الشخص. وتستخدم الخوارزميات المعقدة المستخدمة في العملية مقارنة النماذج الصوتية المقدمة مع عينات الصوت الموجودة لقاعدة بيانات متصلة لتأكيد أو رفض هوية المستخدم. وتعد القياسات الحيوية الصوتية في الخدمات المصرفية حلاً واعدًا للخدمات المصرفية عبر الإنترنت يتجاوز شبكية العين والماسحات الضوئية لبصمات الأصابع التي تتطلب حضورًا ماديًا للأشخاص.
ونظراً لأهميتها المتزايدة تغزو الخدمات المصرفية الصوتية الصناعة المالية، وتتنافس شركات الـ FinTech لتقديم حلول أكثر تقدمًا وقوة وأمانًا. وقد سلط جائحة COVID-19 الضوء على الحاجة إلى القياسات الحيوية الصوتية كطريقة مصادقة بدون تلامس. ووفقًا لـ The Biometric Survey 2021، قام 64 ٪ من المستجيبين بزيادة أولويات التكنولوجيا التي تدعم تطبيقات الأجهزة المحمولة والتشغيل عن بُعد، مما أدى إلى زيادة الطلب المباشر على القياسات الحيوية الصوتية.
وتعد القياسات الحيوية الصوتية في الخدمات المصرفية أمرًا بالغ الأهمية لتقديم الخدمات المصرفية المريحة وتحسين تجربة العملاء. على سبيل المثال ، تقدم البنوك منتجات الضمان الاجتماعي مثل المعاشات التقاعدية والتأمين التي تتطلب مصادقة إثبات الحياة عند صرف المدفوعات، حيث تسهل القياسات الحيوية الصوتية المصادقة المنفصلة للأشخاص. أيضًا ، يمكن لتقنية القياسات الحيوية تحديد العديد من ميزات الأصوات البشرية لجعل تحديد الهوية موثوقًا ومقاومًا للعبث. كما تساعد القياسات الحيوية الصوتية أيضًا في تعزيز عمليات “اعرف عميلك”. على سبيل المثال ، يوجد في البلدان متعددة اللغات مثل جنوب آسيا أشخاص من مستويات تعليمية مختلفة عبر المناطق النائية. يمكن أن تساعد القياسات الحيوية الصوتية في تضمين هؤلاء الأشخاص في شبكة أمان مالي لأن الحلول مستقلة عن اللغة. علاوة على ذلك ، تتطلب القياسات الحيوية الفسيولوجية وجود ماسحات ضوئية في موقع العميل، في حين أن القياسات الحيوية الصوتية لا تتطلب أكثر من خطوط الهاتف الحالية والبنية التحتية المتنقلة. ولإنشاء عينة للمصادقة ، قد يُطلب من المستخدم نطق عبارة تم إنشاؤها عشوائيًا، وإذا لم يتم العثور على تطابق ، فسيتم رفض الوصول. هذه الطريقة فعالة ضد المتسللين الذين يحاولون استخدام التسجيلات الصوتية. وعلى سبيل المثال بدأت العديد من المصارف الكندية ، بما في ذلك Royal Bank of Canada و Bank of MontrealوRogers Communications، وبعض المصارف العربية مثل بنك الإمارات دبي الوطني في استخدام القياسات الحيوية للكلام لتحديد المستهلكين والتحقق من هويتهم وتعريف أنفسهم عند التحدث مع أحد موظفي خدمة العملاء المباشرين بالبنك عبر الهاتف.
من ناحية أخرى ، نظرًا لأن المهاجمين / المتسللين أصبحوا أكثر تعقيدًا، زادت الهجمات الإلكترونية في الصناعة المالية بشكل كبير. كما زاد العدد الهائل للمستخدمين بشكل كبير مع الانتشار المستمر وإضافة التقنيات المصرفية والمالية الجديدة. وعلى الرغم من التحذيرات العديدة من المصرفيين، يقع الناس فريسة للخداع. على سبيل المثال ، في السنة المالية 2021 ، أبلغ بنك الاحتياطي الهندي (RBI) عن حوالي 7400 حالة احتيال بنكي في جميع أنحاء الهند. في عام 2020 ، أبلغ بنك الاحتياطي الهندي عن 8700 حالة احتيال بنكي في الهند بقيمة إجمالية قدرها 1.85 تريليون روبية هندية. علاوة على ذلك ، وفقًا للمعلومات التي أبلغ عنها فريق الاستجابة لطوارئ الكمبيوتر الهندي (CERT-In) ، تم الإبلاغ عن عدد إجمالي قدره 2،46،514 و 2،90،445 حادثة أمن إلكتروني تتعلق بالخدمات المصرفية الرقمية خلال عامي 2019 و 2020 في الهند . وأيضًا ، وفقًا لـ VMware ، شهد النصف الأول من عام 2020 زيادة بنسبة 238٪ في الهجمات الإلكترونية التي تستهدف المؤسسات المالية ، مقارنة بالعام السابق، وشهد ما يقرب من 75٪ من البنوك ومجموعات التأمين ارتفاعًا في الجرائم الإلكترونية منذ بداية الوباء.
